زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب

سيقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية إلى المغرب، حيث سيكون لديه جدول أعمال مزدحم يتضمن لحظات بارزة. ولأول مرة في ولايتيه الرئاسيتين، سيلقي ماكرون خطابًا أمام غرفتي البرلمان المغربي.

تُعتبر هذه الخطوة رمزًا قويًا يدل على عمق العلاقات بين الرباط وباريس. هذه الزيارة تعيد رسم العلاقات الثنائية رسميًا بعد فترة من التوتر بين الحليفين.

الخطاب الذي سيلقيه ماكرون يحمل طابعًا استراتيجيًا ودبلوماسيًا مهمًا، حيث يأتي بعد خطاب الملك محمد السادس الذي ألقاه أمام نفس المؤسسة في افتتاح الدورة الخريفية. وقد تطرق الملك في خطابه إلى التطورات الإيجابية المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، معبرًا عن شكره للموقف الفرنسي ولإيمانويل ماكرون، الذي تم التعبير عنه في 30 يوليو 2024.

كلمة الرئيس الفرنسي أمام البرلمان المغربي ستعكس أيضًا مدى التقدير الذي يحظى به من قبل الملك، كما ستكون فرصة له لتأكيد موقف فرنسا في دعم الوحدة الترابية للمغرب.

وبالرغم من أن هذا الخطاب يأتي خلال ولاية ماكرون الثانية، إلا أن له دلالات رمزية أخرى، حيث سيتلقى نفس الاستقبال الذي حظي به أسلافه، مثل جاك شيراك، ونيكولا ساركوزي، وفرانسوا هولاند.

لم يُكشف بعد عن التفاصيل الكاملة لزيارة ماكرون التي ستستغرق ثلاثة أيام، من 28 إلى 30 أكتوبر، ولكن من المعروف أن زيارته ستتضمن توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم.

سيتم أيضًا مناقشة الجوانب الاقتصادية، بما في ذلك إمكانية الترويج لطلب طائرات من شركة إيرباص من قبل الخطوط الملكية المغربية، أو مناقشة مشروع القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش.

نظرًا لأن ماكرون سيرافقه عدد من رجال الأعمال، يُتوقع أن تشمل الزيارة أيضًا مشروعات فرنسية في الصحراء المغربية في إطار الاستثمارات الخاصة. فقد أعطت باريس الضوء الأخضر الكامل للشركات الفرنسية للاستثمار في الأقاليم الجنوبية المغربية بعد استئناف العلاقات الثنائية.

أبدت عدة مجموعات فندقية كبيرة اهتمامها بالاستثمار في الصحراء، لكنها كانت مترددة بسبب غياب الدعم والتشجيع من السلطات الفرنسية.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة إيمانويل ماكرون هي الأولى ذات الطابع الرسمي، حيث سبق له زيارة المغرب مرتين، في يونيو 2017 في إطار زيارة "صداقة وعمل"، ثم في نوفمبر 2018 للافتتاح الرسمي للقطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء.