tody24 tody24
recent

Latest News

recent
random
جاري التحميل ...

ظهور بوريطة إلى جانب عراقجي يثير تساؤلات حول التقارب المغربي الإيراني

 

أثارت صورة حديثة جمعت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، خلال مشاركتهما في افتتاح المنتدى العاشر لتحالف الحضارات بلشبونة، جدلًا واسعًا حول احتمالية وجود تقارب بين الرباط وطهران.

تأتي هذه الصورة في ظل تقارير إعلامية أشارت إلى مشاورات سرية جارية، بوساطة عمانية، تهدف إلى إعادة العلاقات بين المغرب وإيران. وعلى الرغم من عدم تأكيد أو نفي هذه الأنباء من الجهات الرسمية المغربية، إلا أن بعض المحللين السياسيين يرون أن أي تقارب محتمل سيظل مشروطًا بتحقيق مطالب الرباط، وعلى رأسها اعتراف إيران بسيادة المغرب على الصحراء، ووقف دعمها العسكري والمالي لجبهة البوليساريو الانفصالية.

بوادر تقارب بشروط مغربية
يرى محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن "تواجد الوزيرين في المنتدى يحمل دلالات وإيحاءات تشير إلى إمكانية تقارب تدريجي، لكن وفق شروط مغربية واضحة". وأضاف أن "أي تقارب لن يتحقق إلا بعد التزام إيران بالتوقف عن دعم البوليساريو واحترام الوحدة الترابية للمملكة".

وأشار الدكالي إلى أن نشر هذه الصورة يأتي في سياق تقارير إعلامية عن مشاورات خلف الكواليس لإعادة تطبيع العلاقات. وأكد أن الرباط تتمسك بشروطها الأساسية، مع مراعاة المصالح العليا للمملكة.

دور الوساطة العمانية
أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن سلطنة عمان تلعب دور الوسيط في هذه المحادثات، مشيرة إلى وجود تقدم ملحوظ في المشاورات. وبحسب المصادر، تضمنت الشروط المغربية وقف الدعم الإيراني للبوليساريو، والالتزام بعدم المساس بالأمن الديني والروحي المغربي، واحترام علاقات المغرب مع شركائه الأفارقة.

رؤية دبلوماسية واقعية
لحسن أقرطيط، المحلل السياسي، اعتبر أن "أي تقارب بين الجانبين سيتطلب فترة طويلة من التحقق من مدى التزام إيران بشروط المغرب، خاصة فيما يتعلق بمغربية الصحراء ووقف دعم الانفصاليين". وأضاف أن هذا التقارب، إن تحقق، سيكون جزءًا من التوجه العام لتحسين العلاقات بين إيران ودول المنطقة، لكنه لن يتم إلا بتلبية الشروط المغربية بشكل كامل.

وأشار أقرطيط إلى أن القطيعة بين البلدين جاءت نتيجة دعم إيران لجبهة البوليساريو وتدخلاتها في الأمن القومي العربي، موضحًا أن العلاقات لن تُستأنف إلا بعد التأكد من تغيير طهران لسياساتها تجاه قضايا المغرب.

آفاق العلاقات المغربية الإيرانية
يبقى مستقبل العلاقات بين المغرب وإيران رهينًا بالتطورات المقبلة ومدى التزام الجانب الإيراني بالشروط التي تضعها الرباط. وفي ظل التقارب الإيراني مع دول الخليج بفضل الوساطات الدولية، يبرز احتمال إعادة العلاقات مع المغرب، لكنه يظل مشروطًا بمواقف عملية تدعم سيادة المغرب وتضمن وقف التدخلات الإيرانية في قضاياه السيادية.

الصورة التي جمعت بوريطة وعراقجي قد تكون بداية لتفاهمات جديدة، لكنها تعكس أيضًا استراتيجية الدبلوماسية المغربية التي توازن بين الواقعية والحذر في تعاطيها مع الملفات الإقليمية والدولية.

عن الكاتب

tody24

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

tody24