تمكنت السلطات الأمنية في كل من المغرب وإسبانيا من إحباط مخطط إرهابي معقد، بعد تفكيك خلية إرهابية تضم أفرادًا متطرفين على صلة بتنظيم داعش. وفي سياق العملية الأمنية المشتركة بين البلدين، تم إيداع المعتقلين الستة السجن المؤقت في إسبانيا، حيث أكد القضاء الإسباني أن هؤلاء يشكلون "تهديدًا حقيقيًا" للأمن.
توزيع التهم على المعتقلين
وفقًا للتقارير الواردة من وكالة أوروبا بريس، فقد أصدر القاضي فرانسيسكو دي خورخي أمرًا بحبس المتهمين الستة، مشيرًا إلى أن اثنين من الموقوفين يواجهان تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، بينما تم توجيه تهمة التعاون مع منظمة إرهابية إلى ثلاثة آخرين. أما الشخص السادس فيواجه تهم التلقين الذاتي والتدريب الذاتي على الفكر المتطرف.
كما تم تمديد فترة الاعتقال بقرار قضائي، إثر اكتشاف مزيد من المعلومات أثناء التحقيقات التي تركزت على مئات من السجلات الخاصة بالخلية.
خلايا متطرفة تروج للعنف
الشرطة الوطنية الإسبانية وصفت الجماعة الإرهابية التي تم تفكيكها بأنها تتسم بالتطرف الشديد، مشيرة إلى أن أعضاءها كانوا يخططون لتنفيذ أعمال عنف في مناطق مختلفة، بما في ذلك تهديدات مباشرة ضد المدنيين الغربيين والمجتمع اليهودي. وكان الهدف الأكبر لهذه الخلية هو الانضمام إلى مناطق القتال في إفريقيا، التي تسيطر عليها تنظيمات إرهابية على صلة بـ"داعش".
البحث المشترك يكشف عن أنشطة متطرفة عبر الإنترنت
البحث المشترك بين السلطات المغربية والإسبانية انطلق منذ منتصف عام 2023، عندما تم رصد مجموعة من الأفراد المتطرفين الذين كانوا يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي لنشر محتوى دعائي وعنيف، كان يحرض على التطرف وتنفيذ أعمال إرهابية. التحقيقات أظهرت أنهم كانوا في مراحل متقدمة من التخطيط لشن هجمات إرهابية، وكان لديهم نية قوية للانتقال إلى مناطق الصراع التي يسيطر عليها إرهابيو داعش في شمال أفريقيا.
تحقيقات مشتركة ومواصلة البحث
وأشار المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب إلى أن التحقيقات الأولية كشفت أن المشتبه بهم، ومن بينهم معتقلون سابقون في قضايا إرهابية في إسبانيا، كانوا يعملون على نشر الفكر الداعشي من خلال عقد اجتماعات في مدينتي سبتة وتطوان. وقد كانت هذه اللقاءات جزءًا من مخطط أوسع للقيام بأعمال إرهابية باسم "داعش" قبل الانضمام إلى فرع التنظيم في منطقة الساحل.
كما تم وضع الموقوفين في تطوان والفنيدق تحت الحراسة النظرية، وذلك بإشراف النيابة العامة المختصة في قضايا الإرهاب والتطرف. الهدف من هذه الإجراءات هو الكشف عن الروابط الداخلية والخارجية التي قد تربط هؤلاء المعتقلين، وتحديد مستوى تورطهم في المخططات الإرهابية التي كان يُخطط لها.
خاتمة
تجسد هذه العملية الأمنية المشتركة بين المغرب وإسبانيا نجاحًا في التصدي للتهديدات الإرهابية المتزايدة، وتؤكد على أهمية التعاون الدولي في محاربة الإرهاب. وقد أثبتت التحقيقات أن الإرهاب لا يعرف حدودًا، وأن التعاون بين الأجهزة الأمنية يمكن أن يسهم في إحباط المخططات التي تستهدف الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.