سلوك غير مسؤول لأحد أعوان السلطة يسيء لصورة الإدارة والسياحة بأقشور
رضوان الغزاوي – ناشط حقوقي ؛ باحث في سلك ماستر السياسة الدولة ولدبلوماسية والرقمنة
في سياق التوجه العام الذي تسير عليه المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نحو ترسيخ قيم الحكامة الجيدة، وتحديث الإدارة العمومية، وتعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات، يظل بعض السلوك الفردي الصادر عن قلة قليلة من المسؤولين مع الأسف الشديد، مناقضًا تمامًا لهذه التوجهات، ومسيئًا لصورة الدولة ومجهوداتها.
ومن أبرز النماذج على هذه السلوكيات المرفوضة، ما يُسجل هذه الأيام في منتجع أقشور الطبيعي، الواقع في نفوذ جماعة تلمبوط بإقليم شفشاون، من طرف أحد أعوان السلطة الذي يشغل مهمة خليفة القائد، والذي أصبح حديث العديد من المواطنين والزوار المغاربة والأجانب على حد سواء، بسبب تصرفاته الاستفزازية، وممارساته الخارجة عن القانون، التي تجاوزت حدود اللياقة واحترام المواطنين. حسب المعطيات والشهادات المتعددة، فإن هذا العون يستغل منصبه الإداري لفرض أسلوب تسلّطي على المواطنين، عبر الترهيب اللفظي، والتعامل الفظ، بل وصل الأمر حد التهجم بالكلام السوقي والسباب العلني على الزوار والعاملين في القطاع السياحي، دون أي مبرر قانوني أو أخلاقي. هذه السلوكيات لم تعد سلوكيات فردية فقط، بل تحوّلت إلى ظاهرة مزعجة تؤثر بشكل مباشر على راحة الزوار، وتخلق جوًا من التوتر داخل فضاء سياحي يُفترض أن يكون مساحة للهدوء والاستجمام. ولعل الخطير في الأمر أن هذه التصرفات تصدر في العلن، أمام المواطنين والأسر، وحتى أمام السياح الأجانب، مما يُعطي انطباعًا سلبيًا جدًا عن صورة الإدارة المغربية، ويتناقض مع كل الجهود التي تبذلها الدولة للترويج للمغرب كوجهة سياحية عالمية قائمة على الاحترام، والانفتاح، وحسن الضيافة.
كما أن هذه الممارسات، وبالإضافة إلى كونها مسيئة لصورة الإدارة، فإنها تخلق جوًا من التوتر بين أعوان السلطة والمواطنين، وتفتح الباب أمام فقدان الثقة، وهو ما يتنافى تمامًا مع التوجيهات الملكية السامية التي تدعو إلى إدارة مواطنة، قريبة من انشغالات المواطن، ومبنية على الاحترام المتبادل. ومن خلال ما تم رصده، فقد تم تسجيل عدة شكايات شفهية من طرف زوار وأصحاب مرافق سياحية، تشير إلى انزعاجهم من هذا الشخص، الذي لا يعكس بتصرفاته صورة رجل السلطة كما هو منتظر، ولا يسير على نهج رئيسه المباشر، بل يبدو منفصلًا تمامًا عن الدينامية الإيجابية التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة.
بناء على ما سبق، وحرصًا على استقرار المنطقة، وتحسين صورتها، وضمان راحة المواطنين والزوار، فإننا نطالب بما يلي:
1. دعوة السيد قائد قيادة تلمبوط إلى التدخل العاجل، وفتح تحقيق داخلي في سلوك خليفته، مع اتخاذ الإجراءات الإدارية المناسبة، بما يضمن احترام الضوابط القانونية والأخلاقية للعمل الإداري.
2. دعوة السيد عامل إقليم شفشاون إلى إرسال لجنة لتقصي الحقائق في هذا الموضوع، والاستماع لشهادات المتضررين، حفاظًا على السلم الاجتماعي، والسمعة السياحية للإقليم، خصوصًا وأن منتجع أقشور يُعد من أبرز الوجهات السياحية بالمغرب.
3. ضرورة إعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، والعمل على تعيين أعوان سلطة يتمتعون بالكفاءة، واللباقة، والقدرة على التواصل الإيجابي مع المواطنين، خصوصًا في المناطق الحساسة سياحيًا، لما لذلك من تأثير مباشر على صورة البلاد ومكانتها الدولية.
إن استمرار مثل هذه التصرفات سيُهدد مستقبل الاستثمار السياحي في المنطقة، وسيُفرغ الجهود التنموية من محتواها، لذلك من الضروري التحرك العاجل من طرف كل الجهات المعنية، والتعامل مع هذه الحالات بصرامة وحزم، حفاظًا على هيبة الدولة، وكرامة المواطن، وسلامة صورة البلاد أمام العالم.